(إظلام.. ثم إضاءة مركزّة وسط المسرح)
(يدخل معاذ على الخشبة تحت الإضاءة).
- أصدقائي الأطفال، نعتذر لكم بكل خجل، فلقد اختفى مصمم الأزياء. بحثنا عنه منذ الصباح، لكن لا أثر له. نعتقد أنه أصيب بمكروه.. والمشكلة أن كل الأزياء معه.
(لغط بين الأطفال)
معاذ (يكمل).
- أرجوكم.. أرجوكم يا أصدقائي.. استمعوا اليّ.. لا نستطيع العمل دون أزياء.. إنها كل العمل (يضع كفة على عينيه تعبيراً عن الخجل).. أعدكم أننا سنعرض لكم المسرحية غداً.
(أحد الأطفال يقف على مقعده وسط الجمهور).
- غداً يعني بكرا.. وبكرا عندنا مذاكرة. (لغط بين الأطفال).
(يرفع معاذ يده محاولاً إسكات الجمهور).
- إذن.. بعد أسبوع (متوتراً) بعد أسبوعين أي وقت تشاؤون.. أي وقت تحددون (متلعثماً) واذا شئتم نعيد لكم قيمة تذاكركم.
- ليكن في معلومك، لن نخرج من هنا اذا لم تعملوا لنا عروضاً مسلية.
(جمهور الأطفال يصفقون).
(الطفل يتحمس).
- إعرضوا لنا فيلماً.
معاذ (مستغرباً). فيلم؟!
الطفل.
- أيوه؟.. فيلم!! أليس لديكم أفلام كرتون؟!
طفل آخر يتقدم الى خشبة المسرح (بعصبية).
- هيه.. يا أخ.. أولاً نحن دخلنا مجاناً، ولم يكن هناك تذاكر (يضحك، ثم يضحك الأطفال).. ثانياً أنتم قلتم لنا أن المسرحية مثيرة وفيها عروض مسلية، لذلك أتينا، والآن تقول لنا بعد أسبوعين!!
معاذ (يحك رأسه متردداً).
- دعوني أسأل المخرج.
(يدخل معاذ الى الكواليس، ثم يخرج مصطحباً معه رجلاً).
معاذ. هذا هو المخرج.
(الأطفال يزعقون عليه). اووه.. اووه.. اووه.
معاذ (ملوحاً بيده).
- أرجوكم يا أصدقائي.. أرجوكم.. استمعوا له.. لديه حل جيد لمشكلتنا.
(بصمت الأطفال).
المخرج.
- سنعرض لكم العمل بدون أزياء، وسيرتدي كل ممثل ملابسه العادية، لكنكم ستتخيلون الزي الذي من المفروض أن يلبسه.. موافقون؟!
الأطفال (بصوت واحد).
- موافقون.. موافقون.
المخرج ومعاذ يصفقان للأطفال.
(إظلام تام)
(موسيقى تعطي إيحاء الفضاء مع لقطة على الشاشة لمركبة فضائية.. تخفت الموسيقى، ونسمع حواراً صادراً من داخل المركبة).
الصوت الأول (رجل).
- انظري الى هذا الكوكب (لقطة بعيدة لكوكب)
الصوت الثاني (امرأة). الله..
- يا له من كوكب جميل.
الصوت الثالث والرابع (لطفلين).
- دعنا نحط على هذا الكوكب يا بابا.
الصوت الأول.
- أخاف أن يكون ملوّثاً مثل كوكبنا الأرض الذي اضطُررنا أن نرحلَ عنه خوفاً من الدمار.
الصوت الثاني.
- لا تكن متشائماً.. أنتَ شاعر.. والشاعر دوماً متفائل.
الصوت الأول.
- وما نفع التفاؤل؟! بل وما نفع القصائد التي غنيتها للناس في الأرض.
(أغنية يرددها مجموعة أطفال) (أثناء الأغنية تكون اللقطة مزج بين الفضاء وبين عدد كبير من الأطفال في حديقة خضراء يرددون الأغنية).
أرضي تحملُ مهجةَ قلبي أرضي تُنشدُ بحّة صوتي
أرضي غصنٌ من أحلامٍ يحملُ عِنَبي، يحمِلُ توتي
أرضي تُشرقُ في ميلادي ولها أعملُ حتى الموتِ
أزرعُ فيها قطرةَ ماءٍِ أحصُدُ منها خضرةَ قوتي
أغزِلُ ليلاً عطرَ هوائي أنسِجُ فجراً نورَ بيوتي
إني أحمي بيئةَ أرضي نخلَ الطير وبحرَ الحوتِ
(يكرر الأطفال المغنون المقطع الأخير من الأغنية وهم يصفقون ويشاركهم الأطفال الحضور، وبعد انتهاء الأغنية يصفق المغنون).
(صمت، ثم اللقطة الآن في الفضاء الخارجي تباعاً على المركبة والموسيقى المناسبة التي تم اختيارها قبل الأغنية).
الصوت الثاني (المرأة).
- أعرف أنك كنتَ تغني دوماً للأرض ولحماية الأرض من التلوث.. وأعرف أن أهل الأرض لم يكونوا يستمعون لك..
الصوت الأول (الرجل) (مقاطعاً).
- أنا لا أعرف لماذا كانوا يفعلون ذلك.
(لقطات على الشاشة لبشرٍ يقتلون الحيوانات البيئية.. يقتلعون أشجار الغابات، يرمون النفايات في البر والبحر، يفجرون القنابل الذرية، يملأون الجو بغازات المصانع والمعامل).
(تعود اللقطة بالتدريج للمركبة في الفضاء).
الصوت الأول (الرجل بحرقة وألم).
- لماذا.. لماذا؟
الصوت الثالث (الطفل الأول).
- بابا.. أرجوك.. دعنا نحُطُ على هذا الكوكب.. انظر، ما أحلاه.
الصوت الرابع (الطفل الثاني).
- أجل يا بابا.. دعنا نحطْ.
الصوت الثاني (المرأة).
- هيا يا عزيزي.. كن متفائلاً ودعنا نجرب الحياة في هذا الكوكب.
(اللقطة تقترب من الكوكب والموسيقى مستمرة لإعطاء إيحاء بأن المركبة تقترب من الكوكب حتى تحُط عليه).
(يدخل معاذ ومعه طفل آخر).
معاذ (يتفقد الأشياء من حوله).
- ما رأيك يا عماد؟!
عماد.
- أنه كوكب جميل يا معاذ.. كل شيء يبدو نظيفاً.. انظر ما أحلى خضرةَ الأشجار وما أصفى الماء وما أنقى الهواء.
معاذ (لا يزال يتفقد الأشياء من حوله).
- لابدّ أن أهله يحافظون عليه وليس كما يفعل أهلنا أهل الأرض.. لكن..
عماد (مقاطعاً).
- لكن ماذا؟!
معاذ.
- أنا لا أرى أهل هذا الكوكب.. أين هم يا ترى؟
عماد.
- صحيح.. أنا لا أرى منهم أحداً.
معاذ.
- دعنا نعود الى أبي وأمي.
(قبل أن يستعدوا للخروج من خشبة المسرح، يندفع أربعة أطفال ويحاصرون معاذاً وعماداً على شكل دائرة مانعينهم من الخروج) (معاذ وعماد وسط الدائرة).
معاذ (متشبثاً بأخيه عماد).
- من هؤلاء يا عماد؟! ولماذا أشكالهم غريبة جداً؟
عماد (خائفاً).
- لابد أنهم أهل هذا الكوكب.
معاذ.
- وكيف سنتفاهم معهم؟!
طفل الكوكب (1).
- من أنتما؟!
عماد (مخاطباً معاذ).
- إنهم يتكلمون مثلنا.
طفل الكوكب (2).
- لا إن لدينا أجهزة خاصة في رؤوسنا تجعلنا نفهم أي لغة ونتخاطب مع أي كائن كان.
طفل الكوكب (1).
- أجيبا على سؤالي.. من أنتما؟!
معاذ وعماد (معاً).
- معاذ.. عماد.. (مرتبكين) عماد.. معاذ.
طفل الكوكب (3).
- معاذ وعماد.. حسناً.. من أين جئتما؟!
معاذ. (بارتباك).
- مِنْ.. مِنْ..
عماد (أيضاً بارتباك).
- من كوكب الأرض.. كوكب الأرض.. أجل من كوكب الأرض.. هل تعرفونه؟!
أطفال الكوكب الأربعة (يضحكون معاً)
طفل الكوكب (4) (موجهاً الكلام لعماد).
- هل جُننتْ؟! إن أهل كوكبنا لا تخفاهم أي معلومة عن أي كوكب أو نجم في مجموعتنا الشمسية.. نحن بلا فخر أكثر أهل الكواكب ثقافة وعلماً.
طفل الكوكب (1).
- وهل جئتما وحدكما؟!
معاذ.
- لا، إن أبي وأمي في المركبة الفضائية التي حملتنا الى هنا.
طفل الكوكب (2).
- لماذا لم يأتيا معكما؟!
عماد.
- لأننا لم نتعرف على كوكبكم بعد.. ونحن ننوي الإقامة في المركبة لأننا نجعل الأماكن هنا.
طفل الكوكب (3).
- ولماذا اخترتم كوكبنا؟!
معاذ.
- لأنه بدا من الفضاء جميلاًُ وبديعاً.
طفل الكوكب (4).
- وكيف يبدو الآن وأنتم عليه؟!
عماد (يصرخ بفرح).
- إنه رائع جداً.. نظيف وهاديء.. انه رائع حقاً.
(أطفال الكوكب الأربعة ينظرون لبعضهم ويتغامزون ثم يتجمعون في الجهة اليسرى من المسرح تاركين معاذاً وعماداً لوحدهما)
(أطفال الكوكب الأربعة يتهامسون).
طفل الكوب (1).
- الجهاز الذي في رأسي يقول انهما صادقان.
طفل الكوكب (2).
- كذلك لا يعرفان أننا ننوي غزو كوكبهم، كوكب الأرض.
طفل الكوكب (3).
- يجب أن نعرف أولاً لماذا هم هنا.
طفل الكوكب (4).
- بعد ذلك نرفع الأمر لقائدنا.
(معاذ وعماد يتهامسان أيضاً بعد أن مشيا الى الجهة اليمنى من المسرح).
عماد.
- بماذا يتهامسان يا ترى؟! هل تعتقد أنهما سيؤذوننا؟!
معاذ.
- لا أدري.. لكن يظهر أنهم مسالمون..
عماد (مقاطعاً).
- أنا أتفق معك، ولكن أشكالهم الغريبة تخيفني.
معاذ.
- لا تخف.. دعنا نرى ماذا سيفعلون بنا.
(أطفال الكوكب الأربعة يتحركون الى وسط المسرح، وكذلك يفعل عماد ومعاذ.. الفريقان يقفان وجهاً لوجه. عماد ومعاذ الى جانب بعضهما في مواجهة الأطفال الأربعة وجهاً لوجه بينهما مسافة بسيطة).
طفل الكوكب (1).
- قبل أن نرحب بكم على كوكبنا، نريد أن نعرف لماذا خرجتم من كوكبكم الأرض؟!
(معاذ وعماد ينظران لبعضهما).
معاذ (بثقة).
- ان كوكب الأرض مهدد بالدمار بسبب التلوث، ولذلك قرر والدي أن نرحل عنه بعدما يئس من نداءاته لأهل الأرض بالمحافظة على البيئة.
طفل الكوكب (2).
- وكيف كان أبوك ينادي الناس.
عماد.
- يكتب لهم أغنيات تمتدح الأرض وتحث على المحافظة على البيئة.
طفل الكوكب (3).
- أغنيات؟!
(أطفال الكوكب الأربعة يطالعون بعضهم).
(عماد ومعاذ يغنيان نفس الأغنية السابقة ويصفقان متوجِهين لجمهور الأطفال لكي يشاركونهم التصفيق والغناء.. ويطلبان من أكثر من طفل الصعود وغناء مقطع بعد أن يقوما بتحفيظ كل طفل مقطعاً بعد مقطع، طفلاً بعد طفل).
أرضي تحملُ مهجةَ قلبي أرضي تُنشدُ بحّة صوتي
أرضي غصنٌ من أحلامٍ يحملُ عِنَبي، يحمِلُ توتي
أرضي تُشرقُ في ميلادي ولها أعملُ حتى الموتِ
أزرعُ فيها قطرةَ ماءٍِ أحصُدُ منها خضرةَ قوتي
أغزِلُ ليلاً عطرَ هوائي أنسِجُ فجراً نورَ بيوتي
إني أحمي بيئةَ أرضي نخلَ الطير وبحرَ الحوتِ
(تصفيق جماعي من الأطفال الجمهور)
(أطفال الكوكب الأربعة يصفقون بفرح)
طفل الكوكب (1).
- رائع.. رائع
طفل الكوكب (2).
- لقد أجدتُما.. لقد أجدتم جميعاً.
(ينظر لجمهور الأطفال)
طفل الكوكب (3). (يصافح معاذاً ثم يصافح عماداً).
- أهلاً بكم في كوكبنا يا صديقينا العزيزين.
طفل الكوكب (4).
- أجل.. أنتما وأبوكما وأمكما على الرحب والسعة.
(يصافح أطفال الكوكب الأربعة عماد ومعاذ بحرارة).
عماد (بفرح).
- هل نستأذنكما في الذهاب لوالدينا لإخبارهما بالأمر؟!
طفل الكوكب (1).
- بكل سرور.
(يتصافح الطرفان مرة أخرى ثم يخرج عماد ومعاذ)
طفل الكوكب (2).
- عماد.. معاذ..
(يلتفت عماد ومعاذ باتجاه طفل الكوكب (2))
طفل الكوكب (2).
- قولا لأبيكما وأمكما أنكم ستحلون جميعكم ضيوفاً على بيتنا.
(يبتسم عماد ومعاذ ثم يخرجان).
(ينظر أطفال الكوكب الأربعة لكل منهما الآخر وكأنهم في حيرة من أمرهم).
طفل الكوكب (1).
- ما العمل؟!
طفل الكوكب (2).
- حرام أن نغزو كوكبهم.. إنهم يحبونه.
طفل الكوكب (3).
- ولكن قائد كوكبنا اتخذ قراراً نهائياً بغزو الأرض.
طفل الكوكب (4).
- ولكن حرام.. ما ذنب معاذ وعماد؟! وما ذنب الذين يحافظون على البيئة في كوكب الأرض؟!
طفل الكوكب (1).
- هؤلاء قليلون جداً.
طفل الكوكب (2).
- هذا صحيح.. الكثيرون من أهل الأرض لا يحافظون على نظافة بيئتهم.
طفل الكوكب (3).
- ما رأيكم لو نعرض الأمر على القائد ونرى ماذا سيقول.
طفل الكوكب (4) (بقرح).
- إنها فكرة عظيمة.
(أطفال الكوكب الأربعة يضغطون معاً أزاريراً في الهواء وكأنهم يتصلون برقم هاتفي).
(يظهر على الشاشة صورة القائد بحيث يكون شكله من سكان الكواكب الأخرى).
(القائد بحزم وردوده دوماً هكذا).
- ماذا لديكم أيها الأطفال؟!
طفل الكوكب (1).
- سيدي (يؤدون تحية عسكرية).. لقد حطّ على كوكبنا أربعة أفراد من كوكب الأرض.
القائد.
- أعرف ذلك.
طفل الكوكب (2).
- لقد لجأوا الى كوكبنا بعد أن امتلأ كوكب الأرض بالتلوث.
القائد.
- هذه مشكلة أهل الأرض وليست مشكلتنا.
طفل الكوكب (3).
- ولكنهم غير مذنبون.. لقد حاولوا تنبيه أهل الكوب بالمحافظة على البيئة ولم يفلحوا.
القائد.
- قلت لكم.. هذه مشكلتهم.
طفل الكوكب (4).
- إن الاغنيات التي سمعناها منهم مؤثرة جداً (متردداً).. هل تسمح يا سيدي أن نسمعك إياها؟
القائد.
- لقد سمعتها..
طفل الكوكب (1).
- ألم تؤثر عليك يا سيدي؟
القائد.
- قلت لكم لقد سمعتها.. كم مرة سأكرر لكم ذلك؟!
طفل الكوكب (3).
- عفواً يا سيدي.. عفواً.. إننا نعتقد.. (بتردد).. نعتقد..
القائد.
- ماذا تعتقدون؟!
طفل الكوكب (4).
- نعتقد.. اسمح لي سيدي.. نعتقد أن فكرة غزو كوكب الأرض تحتاج الآن الى تفكير جديد..
القائد.
- ولماذا الآن؟! بسبب الأغنية؟!
طفل الكوكب (4).
- بل لأننا لم نسمعْ من قبل رأيهم.
القائد (بحزم).
- اسمعوا يا أطفال.. لقد قررت غزو كوكب الأرض لأن أهله لا يحترمون البيئة مثلنا.. إنهم يفسدون حياتهم بإهمالهم ولامبالاتهم، لذلك سأغزوهم لكي أعيد للأرض هيبتها النظيفة، وسوف أُعين واحداً منكم قائداً للأرض، ليحمي بيئتها من الدمار.
طفل الكوكب (1).
- هل تقبل يا سيدي اقتراحي؟!
القائد.
- ولكن.. لا تعتبر نفسك من الآن قائداً لكوكب الأرض.. أنا لم أقرر بعد من منكم سيكون القائد.
طفل الكوكب (1).
- سيدي.. أنا لم أفكر بهذا الأمر مطلقاً.
القائد.
- بماذا تفكر اذن؟!
طفل الكوكب (1).
- أفكر أن نمنح كوكب الأرض فرصة..
(أطفال الكوكب الثلاثة الآخرين معاً).
- أجل يا سيدي.. نرجوك.. امنحهم فرصة.
القائد. (يفكر).
- كيف؟!
(أطفال الكوكب الأربعة يطالعون بعضهم)
طفل الكوكب (1).
- نختبرهم.
القائد.
- نختبر من؟!
طفل الكوكب (1).
- أهل كوكب الأرض.
طفل الكوكب (2) (فرِحاً بهذا الإقتراح، متوجهاً للجمهور الأطفال).
- ما رأيكم؟!
(جمهور الأطفال يردون باجابتهم الفطرية).
- نعم.. نعم..
القائد.
- حسناً.. سأدع هذا الأمر لكم.. وسنرى.. أتريدون مني شيئاً آخر؟!
(أطفال الكوكب معاً وبحركة عسكرية).
- لا يا سيدي.. يحرسك الله.
(اللقطة التلفزيونية تنقطع إيحاءً بانقطاع المكالمة ويختفي القائد من الشاشة).
(أطفال الكوكب الأربعة يتقافزون).
- هيه.. هيه.. هيه.. لقد نجحنا.. لقد نجحنا..
طفل الكوكب (1).
- تعالوا.. لنتفق على الطريقة التي يجب أن نختبر فيها أهل الأرض.
طفل الكوكب (2) (يحك رأسه).
- آه.. آه.. لدي فكرة..
طفل الكوكب (3).
- ما هي؟!
طفل الكوكب (2).
- سنضع أهل كوكب الأرض في اختبار لحماية البيئة.
طفل الكوكب (1).
- ماذا تقصد؟!
(أطفال الكوكب الأربعة يعملون دائرة ويتهامسون فيما بينهم) (يدخل معاذ وعماد ويتفاجآن بوضع أطفال الكوكب الأربعة).
معاذ.
- عفواً لمقاطعتكم.
طفل الكوكب (1) (بعد أن يتخلصوا من الدائرة التي كانت تجمعهم).
- على العكس.. أهلاً بكم..
(أطفال الكوكب الأربعة يطالعون بعضهم بعضا).
طفل الكوكب (1).
- أرجو أن تستمتعوا بإقامتكم معنا.
معاذ (يطالع اخيه عماد).
- كوكبكم رائع.. اننا نحسدكم عليه.
طفل الكوكب (2).
- هناك شرط صغير وأخير نريد أن نقوله لكم قبل أن تكونوا أفراداً من كوكبنا.
عماد (باستغراب).
- وما هو؟!
(أطفال الكوكب الأربعة يطالعون بعضهم ثم يطالعون طفل الكوكب (2) باستغراب)
طفل الكوكب (2).
- لن نقول الشرط لكم الآن.. سنترككم تعيشون في كوكبنا وتتعرفون عليه، وبعد ذلك..
معاذ (مندهشاً).
- بعد ذلك ماذا؟!
طفل الكوكب (2).
- بعد ذلك سنقول لكم شرطنا.
(أطفال الكوكب الأربعة يجتمعون في الجهة اليسرى من خشبة المسرح على شكل نصف دائرة ويتهامسون)
طفل الكوكب (1).
- سنعرض لهم مشاهد عن البيئة على الشاشة، وسوف نرى مدى صدقهم في المحافظة على البيئة.
طفل الكوكب (2).
- أعتقد أنهم صادقون.
طفل الكوكب (3).
- لنرى ذلك على الطبيعة.
طفل الكوكب (4).
- أتمنى ألاّ يخيبوا ظننا.
(أطفال الكوكب الأربعة يتوجهون لمعاذ وعماد اللذان يقفان في الجهة اليمنى من المسرح يتهامسان).
طفل الكوكب (1).
- سنترككما الآن.
معاذ.
- ستتركوننا وحدنا!!
طفل الكوكب (2).
- لدينا بعض الأعمال التي يجب أن ننهيها.
عماد.
- ومتى سترجعون؟!
طفل الكوكب (3).
- لن نتأخر عنكما.
معاذ.
- سنفتقدكم.
طفل الكوكب (4).
- استمعتما بالطبيعة.. انها جميلة كما ترون.. خُضرة الأشجار.. صفاء المياه.. ونقاء الهواء.. وسنرجع لكم في وقت قصير..
معاذ وعماد (معاً).
- وعد؟!
(أطفال الكوكب الأربعة (معاً).
- وعد..
(أطفال الكوكب الأربعة يخرجون.. يبقى عماد ومعاذ وحدهما على خشبة المسرح).
معاذ.
- كم أحسدهم على كوكبهم.
عماد.
- يا لهم من أصدقاء رائعين.. لقد أحببناهم بصدق.. انهم رائعون حقاً.
(الشاشة تضيء بألوان مختلفة)
معاذ (مستغرباً).
- ما هذا يا عماد؟
عماد.
- لا أدري.. هناك أشياء غريبة تحصل في الكوكب.
(الشاشة تعرض صورة متحركة لغزال في غابة.. وصورة فوهة بندقية تحاول اصطياده).
عماد (يوجه الحديث للأطفال الجمهور).
- أترون.. هناك شخص يحاول اصطياد الغزال.. يجب أن ننقذه.. هيا يا أطفال.. اصرخوا معي كي ينتبه للصياد.. هيا يا أطفال..
(الأطفال يصرخون بشكل فطري لإنقاذ الغزال).
(اللقطة ترينا الغزال وهو يهرب).
(معاذ وعماد يصفقون ثم يصفق الأطفال الجمهور).
(ألوان مختلفة على الشاشة).
معاذ.
- ماذا يجري يا عماد؟!
عماد.
- دعنا نرى.
(الشاشة توضح مصانع تنفث دخانها الكثيف في السماء).
عماد.
- أرأيت يا معاذ؟!
معاذ (مخاطباً الجمهور الأطفال).
- ما رأيكم يا أصدقائي؟!
(جمهور الأطفال يزعقون بإيحاء من معاذ).
- أووه.. اووه.. أنتم تخنقوننا.. رددوا معي.. أنتم تخنقوننا.. أنتم تخنقوننا..
(الشاشة تعرض سفناً للنفط تحترق في البحر).
عماد (مخاطباً جمهور الأطفال).
- هذا حرام.. إنهم يلوثون البحر ويقتلون الأسماك.. لماذا؟؟ لمـاذا !!..
قولوا معي يا أطفال.
- لماذا؟! لماذا؟!
(وبشكل متسارع تعرض الشاشة تفجيراً نووياً).
عماد. (مخاطباً الأطفال).
- قولو معي. لا.. لا.. لا..
(صورة لرجل يرمي بقايا الأكل من نافذة سيارته والآخر يرمي نفاياته خارج صندوق النفايات).
معاذ.
- هيا يا أطفال. قولوا معي. اووه.. اووه.. اوو..
(صورة لصيادين يقتلون الحيوانات، ولمزارعين يقطعون أشجاراً).
عماد.
- هيا يا أطفال. شاركوني. حرام.. حرام.. حرام.. حرام.
صورة لمجاعة افريقيا تليها صور مؤثرة للحروب الأهلية.
معاذ.
- ما رأيكم يا أصدقائي.. قولوا رأيكم.. السلام من أجل حياة الأطفال.. أليس كذلك؟! السلام من أجل حياة الأطفال.. السلام من أجل حياة الأطفال.
(يصفق معاذ وعماد للأطفال الجمهور بحرارة).
(يدخل أطفال الكوكب الأربعة وهم يصفقون لجمهور الأطفال وينظرون بإعجاب لمعاذ وعماد ثم يصافحانهم بحرارة).
(أطفال الكوكب الأربعة يضغطون معاً أزارير في الهواء وكأنهم يتصلون برقم هاتفي).
(يظهر على الشاشة صورة القائد).
القائد (بلهجته الحازمة).
- ماذا لديكم أيها الأطفال؟
طفل الكوكب (1).
- هل رأيتَ ما حدث يا سيدي؟!
(القائد مبتسماً).
- أجل رأيت؟!
طفل الكوكب (2).
- وما رأيك يا سيدي؟!
القائد (يعود للهجته الحازمة).
- رأيي في ماذا؟!
طفل الكوكب (3).
- في اعادة النظر في غزو كوكب الأرض؟!
معاذ وعماد (معاً وبدهشة).
- هل ستغزون كوكب الأرض.. لماذا؟!
طفل الكوكب (4) (يهمس لمعاذ وعماد).
- لإنقاذه من التلوث.. لكننا نحاول إقناع القائد بإعادة النظر في موضوع الغزو.. ربما يوافق.
عماد (يهمس لطفل الكوكب (4).
- أرجو أن يوافق.. فنحن نحب كوكبنا ولا نريد له الأذى.
معاذ (يهمس أيضاً).
- ليتكم تنجحون.
طفل الكوكب (3).
- هاه يا سيدي القائد.. ما رأيك؟!
القائد (يفكر قليلاً).
- حسناً..
طفل الكوكب (4).
- حسناً ماذا؟!
القائد.
- سوف أؤجل الغزو.
(أطفال الكوكب الأربعة (معاذ وعماد يصرخون).
- هيه.. هيه.. هيه.. هيه.. يعيش القائد.. يعيش القائد (أطفال الكوكب الأربعة يحثون الأطفال الجمهور بالمشاركة بالهتاف). يعيش القائد.. يعيش القائد.. يعيش القائد..
القائد (بحزم مفاجيء). مهلكم.. مهلكم..
(أطفال الكوكب الأربعة ومعاذ وعماد يوجهون انظارهم للشاشة).
القائد.
- سوف أعطي مهلة محددة لضيوفنا من كوكب الأرض.
معاذ وعماد (معاً).
- مهلة؟!! ماذا تقصد يا سيدي؟!
القائد.
- سوف تعودون الى كوكبكم اليوم.. وسأعطيكم مهلة لمدة سنة لتستمروا في محاولة تنبيه أهلكم بالمحافظة على البيئة.. أريدهم أن يتوقفوا عن الحروب الأهلية التي تتسبب في المجاعات والأمراض وأن يكفوا عن القضاء على الحياة الفطرية من أشجار وحيوانات، وأن يهتموا بنظافة البحر والهواء والأرض. وأن يحافظوا على بيئة القرى والمدن، وألاّ يدمروها بتجارب القنابل الذرية.. اذا لم ينجحوا في هذه المهمة خلال سنة، فإننا سنغزوهم بعد سنة، لأنهم ليسوا جديرين بالحياة في كوكب رائع مثل الأرض. ولنعلمهم كيف يحافظون على بيئتهم ليصبحوا مثل بيئتنا الرائعة النظيفة الهادئة هذه.
معاذ وعماد (معاً) (وبحركة عسكرية).
- نعِدُكَ بذلك يا سيدي.
القائد.
- أرجو ذلك يا أحبائي.. وبالمناسبة أغنيتكم جميلة.. استمروا فيها..
(الشاشة تنطفيء)
(أطفال الكوكب الأربعة يجعلون معاذاً وعماداً بينهم ويواجهون جميعاً أطفال الجمهور ويبدأون معاًُ في نفس الأغنية..
(ومرة أخرى يُخرجون مزيدا من الأطفال، يلقنونهم المقطع تلو المقطع. الطفل تلو الطفل.. الى أن يحفظ الأطفال الجمهور كل مقاطع الأغنية)
أرضي تحملُ مهجةَ قلبي أرضي تُنشدُ بحّة صوتي
أرضي غصنٌ من أحلامٍ يحملُ عِنَبي، يحمِلُ توتي
أرضي تُشرقُ في ميلادي ولها أعملُ حتى الموتِ
أزرعُ فيها قطرةَ ماءٍِ أحصُدُ منها خضرةَ قوتي
أغزِلُ ليلاً عطرَ هوائي أنسِجُ فجراً نورَ بيوتي
إني أحمي بيئةَ أرضي نخلَ الطير وبحرَ الحوتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق