العربة
لا تقتربي أكثر، فالحارسُ غافلٌ وزوار الفجر يتهيؤون للنافذة.
سيدخلون. بوجوههم المقنّعة سيمشون خلف بعضهم، حتى يصلوا غرفتي. سيجدونني جثةً هامدة والحبر قد جفّ الى جانب رأسي.
سيرفعون يدي عن الورقة وسيضعونني داخلَ كيسٍ من الخام الأخضر الغامق، ويتعاونون على حملي.
سيمرّون على أطراف أصابعهم أمام غرفة زوجتي وهي تغطُّ في نوم عميق. الى جانبها سريران صغيران، ينام عليهما طفلاي.
سيخرجون من الباب.
ستكون عربةٌ زرقاء في انتظارهم.
سيرمونني في صندوقها ويقفلونه ثم ينطلقون.
سيكون كلُّ شيء كالح. لا صوت سوى محرك العربة ووشوشات قادمة من بعيد.
سيتوقفون ثم يطفئون المحرك.
سأسمعهم يفتحون أبوابهم. سيغلقونها باباً بعد باب. سأحس أنهم قادمون الى صندوق العربة ليخرجوني، لكن وقع خطاهم يذهب بهم بعيداً.
سأنتظر.
سأنتظر طويلاً.
سأنتظر طويلاً جداً.
وسوف لن يعود اليَّ أحد.
الرياض 1989
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المجموعة القصصية "مصابيح العزلة" المتوفرة كاملة على المدونة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق