الجمعة الأولى
دون أن تأتي متأخراً كعادتك،
دون أن تتوسط المجلس، متذمراً من زحام الطريق،
دون أن تتلعثم بالدعاء لوالديك ما قبل غروب الشمس، فتهتز التمرة بين أصابعك، فتكاد تجهش بالبكاء،
دون أن تؤمنا لصلاة المغرب بتلاوتك النجدية،
دون أن نستهل طعامنا بسلطتك المخلوطة بعناية بخلطة سرية تختار مقاديرها بنفسك،
ودون أن تقضي وقت ما بعد العَشاء تتناول شايك المعتق وتتحدث عن انتصارات هلالك،
هاهو الهلال هذا العام،
يصعد سماء رمضاننا بدونك،
وها نحن جميعاً،
نحدق في نفس الباب،
لعل وعسى،
لعلك تدخل بثوبك الأبيض، وقبعتك البيضاء، ومشيتك البطيئة المحدودبة، ووجهك الحليق، وابتسامتك ذات الفلجة الناصعة، التي لا شبيه لها، سوى ابتسامتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق