الردهة
المصعدُ لا يهدأ. رجالٌ ينزلونَ من غرفهم إلى ردهةِ الفندق. أطفالٌ يتسابقونَ إلى المسبح الخارجي. نساءٌ يدخلنَ من الأسواق، أو يخرجنَ إلى محل التجميل. مضيفو الطائرات يتناولونَ وجباتهم في المقهى، والمضيفاتُ يلتقطنَ صوراً في الركن الشعبي، المزدان بدِلال القهوة.
ثلاثةُ شبابٍ يتضاحكونَ، وهم يخرجون من المشرب. رجلُ أمنٍ يأمرُ حاملَ الحقائب بأنْ يُسرعَ لسيارة الضيوف الجدد. موظفُ استقبال يمرّرُ بطاقةَ ائتمان نزيلٍ شبهَ نائم، وموظفة استقبال تناقشُ نزيلاً آخرَ، حول ثلاجة الغرفة. المشرفُ على قسمِ الاستقبال، يحاولُ أنْ يمتصَ استياء العريس من خدمات حفلته، ليلةَ البارحة. أبواقُ سياراتِ الشرطة في الخارج، تطغى على صوتِ الموسيقى الداخلية.
في تلك الردهة. على أقصى مقعدٍ منها، رجلٌ في الثمانين من عمره. يرتدي ثوباً أبيضَ، كبياض شعر رأسه. يحدّقُ في انعكاس صورته على الزجاج الفاصل بين الردهةِ، وبينَ المسبحِ الخارجي.
كلَّ يوم، يأتي العجوزُ، ليحدّقَ في صورتِهِ وقهوتِهِ وصحفِه.
يتغيَّر الناسُ في الردهة،
تتغيّرُ تواريخُ صحفِه وقهوتِه،
لكنَّهُ يأتي كلَّ يومٍ، ليطمئنَ على صورتِه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق